برشلونة ....أكثر من مجرد نادي Més Que Un Club

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



يقولون إن كرة القدم مجرد لعبة، يقولون إنها تجارة مربحة، يقولون إنها مجرد جلدة بلا معنى يتقاذفها 22 لاعبا على سبيل الترفيه و ربح الأموال.

لكن، لو كان الأمر كذلك، فلماذا تخفق قلوبنا و تدمع أعيننا عند سماع النشيد الوطني ؟ لماذا تفرح الأمم أو تحزن إذا فازت أو اندحرت فرقها ؟ لماذا تحقق الكرة ما تعجز عنه السياسة ؟ لماذا يبكي اللاعب و ينتحب المدرب و يتوتر الرئيس و يتصاعد الأدرينالين لدى المشجع ؟

كرة القدم إذن أكثر من كونها مجرد لعبة، إنها كرامة شعوب و كبرياء أمم تنضح بين جنبات المستطيل الأخضر.

يقولون إنها عصور رديئة تعيشها كرة القدم، يلعنون الظلام و يقطعون خيط النور، الأخلاق الرياضية تذبح كل يوم بسكاكين الغدر و الجحود قبل أن تقدم قربانا لأصحاب المال في أسواق النخاسة الكروية.

الوفاء اندثر حتى أضحى تهمة تضاف إلى السجل العدلي، الفلوس تعمي النفوس و النقود تبطل العقود و الكاش يضمن المعاش، و الانحراف غدا احترافا بمفهوم أهل الحل و العقد الكروي.

اختلط الحابل بالنابل إذن، حتى لم قادرين على تمييز الخبيث من الطيب، و الغث من السمين في خضم كل هذه المعمعة.

قلة قليلة من الفرق حافظت على القيم و المثل العليا للرياضة في عصر الظلمات الأخلاقي، و لا شك أن أبرزها نادي إف سي برشلونة.

البارصا، و التي ظلت على امتداد 110 سنوات من تأسيسها تشكل نبراسا لكفاح الشعب الكتلوني في سعيه نحو الانعتاق و التحرر، رفضت دوما وضع إعلان على قميصها رغم الإغراءات، إلى أن أتى يوم 14 يوليوز 2006 الذي سيسجل بمداد من ذهب و فخر في سجلات التاريخ.

البارسا، بطلة أوروبا و إسبانيا وقتها، ستدير ظهرها لعروض مالية ضخمة من كبرى الشركات العالمية الراغبة بوضع إعلان لها على قميص البلوغرانا، مفضلة توقيع عقد تاريخي مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة UNICEF، في خطوة تع. البعد الإنساني للنادي الكتلوني الكبير.

بموجب هذا الاتفاق، تقوم البارسا بوضع شعار اليونيسيف على قميص النادي لمدة 5 سنوات دون الحصول على أموال، بل إن البارسا هي التي ستدفع سنويا مبلغ 1,5 مليون يورو تذهب إلى صناديق المنظمة الدولية لمساعدتها على تغطية برامج رعاية الطفولة في الدول الفقيرة.

برشلونة أكثر من مجرد ناد، و كرة القدم لا تمثل إلا جزءا بسيطا من هذا الصرح الإنساني العظيم، نظرة واحدة فقط على أخلاق لاعبي لاماسيا من طينة تشافي و إنييستا و بويول و ميسي و خلفهم من الرعيل الشاب، تكفي للحكم على عذوبة المنبع الذي نهلوا منه شمائلهم، أكثر من مجرد ناد و لاعبو مدرسته قدوة في الأخلاق و حسن السيرة و لا عجب، فذاك الفرع من تلك الشجرة.

عندما سرت شائعات ـ مجرد شائعات ـ صيف عام 2006، تتحدث عن مفاوضة البارسا لبعض الشركات من أجل وضع إعلانها على قميص النادي لأول مرة في تاريخه، سرت موجة غير مسبوقة من الرفض بين أعضاء النادي الذين يتجاوز عددهم 150000 عضوا وقتها، إلى أن طمأنهم لابورتا بأن الأمر يتعلق بمنظمة إنسانية، فجاءت الموافقة على الفور، و لسان حالهم يقول